السبت، 1 يونيو 2013

ملعون حلم لا يتزين بطلتك البهيه

ألن يأتي هذا الليل ؟


و لماذا تأخّر ؟


هذا ما دار في ذهنه و هو يحاولُ أن يسرّع الوقت بالحركة و تظاهر بالانشغال و لكن عبثاً ما يفعل فقد باءت كل محاولتهِ بالفشل فمازال الوقتُ يسيرُ متثاقلاً و بطيئاً آخذاً معهُ ما تبقى من صبرٍ لديهِ

لذلك كان لا بد أن يبحث عن حلٍ آخر ليتآلف مع بطء الوقت الرهيب .

و هو الذي على موعدٍ معها , لا بل على موعدٍ مع الفرح كل الفرح , نعم هي اختصار كل مفردات فرحه لأنها  أنثى ليست اعتيادية فهي  مصنوعة من ياسمين بل الياسمين مصنوعٌ منها حيث استمد منها كل أبجديات النقاء و طهر البياض و تراتيل الرقة .


و لم يشعر إلا و قد هبط المساء و لبست الأماكن ثوبهُ الأسود عنوةً , و شعر بسحر الليل و سطوته و أحسّ أن خفقات قلبهِ تزداد فالموعدُ قد اقترب كثيراً , و هو ليس موعداً اعتيادياً  أو لقاءً مع حبيبتهُ فحسب ,  بل إنهُ لقاءاً من نوعٍ مختلف عن كل ما هو في دفاتر العشاق و حتى في قواميسهم .

و هي المتملكة قلبهُ و كل ما بقيَّ من سعادةٍ في عمرهِ القصير , لأنها ببساطة هي هي و فقط  .

كان مستلقياً على سريرهِ و هو يبني قصوراً من حبٍ مفعمةٍ بالياسمين احتفاءاً بها .

و لكن بدأ يتسلل النعاس إليهِ حيث أغمض جفنيّه مستسلماً لملك النوم الذي تواطأ معهُ هذه المرة لأنهُ كان على موعدٍ مع حلمٍ يتزين بلقائه بها .

و لكن هيهات ….

فعندما أعلن الصبحُ انتماءهِ للأماكن استيقظ مكسوراً و مجروحاً و مسكوناً بالألم ,و ما زالت تجتاحُ فكره  كلماتٍ لجملةٍ تعود عليها لا بل تعودت عليه  :

“حتى الحلم خذلني هذه المرة كعادتهِ أيضاً”

لا شئ

أدركت أن كل حرفٍ يُقال .. عليه جواز سفر

وكلّ كلمة تُحكى هربت من قيدٍ في معصم

و كل حكاية ٍ تُروى تستقر سجناً ومنفى فتُعدم

جنينٌ قبل بكائه يتكلم …. وكلامنا في الهمس مسموعٌ ومحرمٌ

لا شيء أقول، أريدُ أن أتنفـــس.

لازلت


(1) 

...لازلت أقف على بياض الورق

لا أقوى أن أكتب الحزن عنك

.....فمحابري لم تتعلم قبلا خط الدمع على ألوان ورقتك 



 لازلت عاجز عن  إخبار الهامسين كلما أشاروا إليك

بأننا  الآن … غريب .. وغريبه .. يسيران بخطين متوازيين ..

..

(2)



 لازلت كل ليلة أشتاقك , وأتجاهل بغباء مفتعل ضياع يدينا في المدى ..

 وأستحضرك لقربي , تهمسين كما كنتي بأذني

وأثمل ..

أثمل من قارورة ذكرياتك

وأعربد بها حبا وغضبا وشتائما ودموعا

لأنام و الحزن يقتاتني ويتجشأ ذكرياتك في أحلامي

وأستيقظ لأراك في كل الوجوه حولي ,

 ! وأناديهم  _بكل ثقة_  باسمك 


(3)

لم تصلك رسائلي ..

 رغم أني كتبت لك رسائل الحنين الطويلة

ووقفت ليال قرب صندوق البريد أتأمله علّه يشبه شيئا من حنيني

حتى جاءت لامبالاتك مع كبريائي واغتالوا بصمت ساعي البريد ..

  

(4)

 أعترف بكل التناقضات

بأني كننت أتمنى أن تصالب يديك في طريق رحيلي

وأن تحيل بساطة النهاية تلك .. إلى ثورة ونار في دروبي

وترفع أعلام محبتك .. في طريق كبريائي

 لا من أجل أن نبقى معا ..

.. بل لتبقى في ذاكرتي


.. فمهما اعترضتني يديك كنت سأمضي


لكني ربما .. لازلت كما تعرفني ..

وسأبقى  دوما

طفل يحب القصص الخرافية و تحلم بالنهايات الخيالية ..



 (5)

اعترف لك بساديتي …..!

فأنا كل يوم أتجول في الأماكن , في الحروف , في وجوه الناس

 أبحث عن ثرثرة ما تخبرني بأنك حزين ..

لا بحثا عن حزنك أنت .. ولا بحثا عن وجودي أنا ..

كنت أبحث عن صدقك أنت .. !



(6)

بعض الطيور خير لها أن تهاجر كي لا تموت  صغارها

وكذلك أنا  ..

هاجرت عن ذاك الحب

 كي لا يموت !!

بكل الكبرياء أعترف لك ..

 أحـببتك  . .

ومن ثم ..

أحببت فراقك ..