السبت، 26 سبتمبر 2009

محطات جمر


’’ يجتاحني الشوق إليك يخرجني خارج حدود الجاذبية .. يجردني من مفاهيم النسبية .. لأصير معنىً موضوعاً من الشوق إليك ’’ ..
تتغلغل لحظات السجن عميقاً في بقايا الذاكرة المتبقية والمتشظية لآلاف من الصور والأفكار والجمل وربما لعبارات قصيرة كانت قصائد أو مطالع لقصائد لتلك التي سكنت – عابرةً كل الحدود – بقايا القلب والروح والذاكرة .
ملايين من الأشياء والذواكر القديمة تعود , وفي خضم اعتلائك لأمواج الذاكرة وتدهورك في وحل المستقبل والعودة إلى سيجارة (الجيتان ) المشتعلة تدور وتدور في ذات المكان والزمان عائداً – بقوةٍ ما – إلى ذات السرير وذات الظلام , ذات القلم والورقة ذات الوجوه وذات الضياع .. تقفز أمامك الأيام السعيدة الحزينة القديمة وتعود إلى ذات المحطة وذات القطار , قطار التذكرة وحيدة الاتجاه , تذكرة اللاعودة ..
وحيدُ ثابت في مخاضات الموت التي تعيش .. روح واحدة , حب واحد , أمي ..
يجتاحني الشوق إليكِ , يخرجني خارج جميع الحدود والنطاقات والأسوار – المرسومة والغير مرسومة – ينتشلني من أعمق أعماق الألم , يطير بي عالياً لأشاهد أمي ومنزلي من بعيد .. تنقطع القوة المحركة والشوقية الدافعة لأعود وأسقط من السماء مرتطماً بأعمق أعماق الكآبة والصمت بقوة الجاذبية الحزنية – حسب قانون الضياع للجاذبية – أعود إلى ذات المكان والزمان .. وإلى ذات المكان أعود .
أعود , مساحة تكفي لتنام جثة واحدة محملة بطاقتها الحزنية والكآبية , سراديب من الظلام والبرد والقهر , سراديب نهاية كل الأشياء .. إليها أعود .
تتغلغل لحظات السجن عميقاً في شرايين الذاكرة , تطوق أنفاسي عتمة لا متناهية الأبعاد والحدود .. أسير بعيداً في الذاكرة عبر رمال الصمت , أتوه وأتوه وأنا أحصي رمال الصمت , أموت وأحيا آلاف المرات باحثاً عن الطريق ولا أجده .. ساعات من بحر العمر الضائع تاهت في أقبية تملأها بقايا جثث لكائنات بشرية سابقة , وفي خلايا الرأس تنبض ملايين وملايين القصص والتحليلات والتفسيرات المنطقية واللامنطقية , تدور وتدور كجمجمتي , وأعود أخيراً بلا جواب لذات المكان , لذات السجن , لذات الموت وذات النهاية ..

سأرجع يوما


سَأرجع يوماً ..
صغيراً .. وَ أهمِسُ في أُذنيكِ
دَوماً أُحبكِ
أُمّي



أمي .. نهاية كل الأحزان وبداية الجنة , نهاية كل الأحزان وبداية الحنين
تحتاج الكلمة لتعبّر عنك إلى ملايين المخاضات حتى تولد, تحتاج إلى بحور من الألم والعذاب والذكريات والحب والحنين حتى تعبّر عنك
تحتاج إلى صوتك يا وريثة الجنة
تحتاج شعرك الأسود , تحتاج إلى سيجارة ( حمراء ) تحرق كل الأنفاس الحية الباقية بعيداً عنك
تحتاج ملايين الأشياء لتعبر عنك
يا أمي .. أنا وحتى الكلمة نحتاج إليك يا ملكة كل الكلمات

اندحار

في خضم اندحارك إلى الأمام مهزوما بكل أحاسيسك ساقطا في زوايا واقعك التعيس الجميل وفي خضم تزاحمك وصراعك مع بقايا أنفاسك المتصاعدة من سجائر (الجيتان) الممتلئة بالأنوثة وبقايا جثثها المتناثرة تبتسم لك ماكانت كؤوس البارحة الرشيقة الأجسام وتتغلل في خلايا دماغك مسبقة الصنع صورة لفتاة أحلامك ممزوجة بكل المحبة والوداعة والقهر … تصارع احتضارات المرآة المصلوبة عارية أمامك محاولا بشكل يائس التماس بعض الشغف في حنايا شعرها الأسود مخملي البريق لكن انهدامات الواقع تجعل من كل الأمل الباقي في عيونك مجرد سراب ووهم تمارسه بالخفاء بعيدا عن شراذم المجتمع الباحثة عن المال , فقط المال

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

الجنه


إن اقترابي من أشواقك الحارة – سيدتي – يجعلني أشعر بإيمان شديد بوجود تلك الإضاءات النورانية التي تدعى بـ ( الحب ) , وإن وجودك بقربي يا امرأة مصنوعة من ألحان ملائكية , يشعرني باقترابي من إحدى بوابات الجنة , تكسو أعمدتها ورود دمشقية استقت عطرها من شفتيكِ .
وإن أدعي انعدام الشعور يا سيدتي , لأني أفضل الصمت في حضور جمال الروح فيكي , أفضل أن أترك لعيوني مساحة ما لتقصي أراضي الربيع الممتدة من ضفاف خدين مزروعين بالحرير إلى نهايات الياسمين في قدميكي !!!
وإني أشعر بشدة – في حضورك يا حبيبتي – بأطفال من مطر يلعبون على مروج الزهر تتحديهم ببرائتك إلهية الصنع , وردية الشغف , متناغمين كلوحة شعرية أبدعتها بلابل الربيع حين كانت تشرب العطر من نهديكِ .
وإن وقوفي الآن عاجزاً عن ملامسة القمر بيدي – بالرغم من اتحادي مع دخاني الرائع الذي يغزو أجزاء غرفتي – يعود لاستحالة وصف الشعور المخدر الذي أعيشه بالقرب منك .. من إمرأة مصنوعة من الشوق والشغف ممزوجين بغلاف رائع من البراءة .
يا سيدتي إني أعلن الآن وأنا بكامل قواي الشوقية , أني أحب امتحان الأرض في الوصول إليكِ , لأتحد معك في جنة مكتوب على بواباتها السبعة .. أني وبكل بساطة … أحبك

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

أمطار صيفية

على خلاف كل تاريخي العشقي , تتناقض نهايات المطر الهاطل على انهداماتي / بقاياي .. لأن اجتراعي الشديد لك يتجلى بهطول ذلك الحزن المتخم بالخيانات والقهر من عينيكِ طفولية العمق / الشعر ..
- وأشعر بشدة أن التماس الشغف منك هو بمثابة طلب الرحمة من عقوبة للإعدام فرضها انعدام الوزن العشقي الذي تعانيه مساحات الحب في شفتيكِ , وأشعر أيضاً .. أن انتهازك الوحيد لفرص قتلي هو بانتعالك مشاعري كأحذية قديمة وأنك بذلك تثبتين فشل كل النظريات العشقية العفوية / الجنونية التي تفكر فيها اشلاء الخلايا في دماغي …
- إن انسحاق الكلمات تحت قدميكِ يا سيدة لا اذكر اسمها , يعبر لي بشكل واضح عن فقر شديد الملامح للحب تعيشه أحلام فتاة شرقية أخذت / تعاطت الكثير من المشاعر مسبقة الصنع علمتها إياها أجيال من الكاذبين ..
- تتوه كلماتي مني عندما أفكر أن أكتب عنك وعن ألمي في الكتابة لكِ, لذلك أفكر / وأفضل وبشكل قاطع حذف التزاماتي الغبية ( الروميو جوليتية ) ولجوئي بشكل مباشر إلى كؤوس يمكن أو يمكن أن تكون صورتك قد تشكلت في قاعها
..

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

هل حبي لك موجود أم أنه مصنوع بدقه


إن اعتزالي للحياة في عينيك يا سيدة من قداسة يمهد لدخولي أبعاد جنة متوازية مع الجرح الذي رسمته يدي في يوم ما .. وإن رسم حروف اسمي على صفحاتك ذاتية العشق , موسيقية العطر يؤكد لي أن أزهار الربيع اختارتني كي تمارس عطرها على امتدادت الحب الذي لامسته لأول مرة عندما التقت عيناي بعيناكِ ..

وإن سؤالك لي عن احتضاري بعشقك يتنافى مع ما رسمته الملائكة عندما حفرت حروف اسمك على صدري وتلامست الأرض والسماء بين خصلات شعرك

إنني يا سيدتي مصنوع من بقايا عطورك التي تتعطرين بها كل ليلة تسابقين القمر إلى السماء لاحتلال النور المنهمر من زواياه , مركب بدقة من كيمياء النشوة في صوت يصهرني بانهماره على اذني كالموسيقا كل مساء ..
وإني أسافر بأشواقي كل ليلة إلى سريرك وأثمل برائحة الأنوثة من عطرك وأهمس لك في اذنك … نعم .. إن حبي لكِ أنتِ موجود .. وبشدة .. وأيضاً .. لقد رسمته ملائكة الله باحتراف