ألن يأتي هذا الليل ؟
و لماذا تأخّر ؟
هذا ما دار في ذهنه و هو يحاولُ أن يسرّع الوقت بالحركة و تظاهر بالانشغال و لكن عبثاً ما يفعل فقد باءت كل محاولتهِ بالفشل فمازال الوقتُ يسيرُ متثاقلاً و بطيئاً آخذاً معهُ ما تبقى من صبرٍ لديهِ
لذلك كان لا بد أن يبحث عن حلٍ آخر ليتآلف مع بطء الوقت الرهيب .
و هو الذي على موعدٍ معها , لا بل على موعدٍ مع الفرح كل الفرح , نعم هي اختصار كل مفردات فرحه لأنها أنثى ليست اعتيادية فهي مصنوعة من ياسمين بل الياسمين مصنوعٌ منها حيث استمد منها كل أبجديات النقاء و طهر البياض و تراتيل الرقة .
و لم يشعر إلا و قد هبط المساء و لبست الأماكن ثوبهُ الأسود عنوةً , و شعر بسحر الليل و سطوته و أحسّ أن خفقات قلبهِ تزداد فالموعدُ قد اقترب كثيراً , و هو ليس موعداً اعتيادياً أو لقاءً مع حبيبتهُ فحسب , بل إنهُ لقاءاً من نوعٍ مختلف عن كل ما هو في دفاتر العشاق و حتى في قواميسهم .
و هي المتملكة قلبهُ و كل ما بقيَّ من سعادةٍ في عمرهِ القصير , لأنها ببساطة هي هي و فقط .
كان مستلقياً على سريرهِ و هو يبني قصوراً من حبٍ مفعمةٍ بالياسمين احتفاءاً بها .
و لكن بدأ يتسلل النعاس إليهِ حيث أغمض جفنيّه مستسلماً لملك النوم الذي تواطأ معهُ هذه المرة لأنهُ كان على موعدٍ مع حلمٍ يتزين بلقائه بها .
و لكن هيهات ….
فعندما أعلن الصبحُ انتماءهِ للأماكن استيقظ مكسوراً و مجروحاً و مسكوناً بالألم ,و ما زالت تجتاحُ فكره كلماتٍ لجملةٍ تعود عليها لا بل تعودت عليه :
“حتى الحلم خذلني هذه المرة كعادتهِ أيضاً”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق